قبل أن نتوه ...ونأ تى بجدليات ما انزل الله
بها من سلطان .. يهمنى فى المقام الاول و الاخير ..الانسان .. بصفته المهنيه اولا
ثم صفته التى يمارس من خلالها اعماله الادبية
والفنية الخ...وهنا يأ تى معرض الفنان فاروق حسنى بصفته الابداعية وليست
الوظيفية كوزير للثقافة فى النظام المنصرم الى غير رجعة ..فهذا بالدرجة الاولى
لايعنينىفى شىء..لانى اتعامل هنا مع فاروق حسنى الفنان وهو تم افتتاح معرضه السنوى
كالمعتاد من سنوات طوال فى شهر ديسمبر 2010 اى قبل اندلاع ثورة 25 يناير الالهيه
التى من دون قائد يرعاها غير الله سبحانه وتعالى ..رايت المعرض وكتبت عنه ليتم
نشره بجريدة العاصمة ..ولكن لم يأخذ حظه من النشر لان كما اسلفت آ نفا أ ثناء
الثورة الجردة تم حجبها عن الصدور ..وكذا نقد لمعارض فنانين اخرين سأ والى تدونهم
فى مدونة الدهماء الخاصة بى كما كتبت عنهم للنشر الصحفى واقدم اعتذار عن التأ خير
....
..يروض ألوانه كالحصان الجامح..ويلاعبها كعرائس المارونت.
الى جانب 39 لوحة من مجموعة الاعمال الفية التى قدمها الفنان التجريدى \ فاروق حسنى فى
معرضه الاخير بقاعة ( افق 1 ) بمتحف محمد محمود خليل والذى حضره نخبه كبيره من
نجوم الفن والصحافة ورجال الاعمال ..عرض حسنى اول اعماله التجريدية وهى لوحه رسمها عام 1972 بجانب
لوحاته الحديثة لا ول مرة .. والمتأمل لفن حسنى لاكثر من عشرون عاما عند اقامة
معرضة لاول مرة فى القاهرة بعد عود تة المستديمة منتصف الثمانينات التى غلفها له
القدر ليرسو فى آخر محطاته الحياتية واعتلائه منصب وزير الثقافة فى اكتوبر 1987
ومنذ ذلك التاريخ زادت مصادر قدراته التشكيلية واستيعاب كل مايدور حوله فى شتى
مجالات الحياة بعد ان كانت كل مهمتة عمله محصورة بين قصور الثقافة والمراكز
الثقافية والاكاديمية فى روما وهى دائما مايدور فلك نشاطها فى الفن والثقافة ..
ولكن الامر هنا مختلف حبنما اصبح وزيرا للثقافة
فقد زاد النشاط الثقافى والفنى وكل مايتعلق بالحياة الثقافية فى مصر
..وهموم السياسة وهى هنا تعنى كل شىء من تسيس ثقافى ..تسيس آثار ..تسيس سينما..
تسيسس مسرح ..تسيس كل مايتعلق بمشاكل المجتمع ..من هذا زاد العبءلينعكس فى لوحا ته ويحاول جاهدا فى كل
معرض ان يجد حلا للغز الحائر دوما عند كل مصرى يريد الاستقرار والثبات للاشياء...والقارىْ
اللوحات حسنى التشكيلية من المتلقيين
العادين قد يجدونها مجرد ( شخبطا ت عشوائية ) لامعنى لها لمجرد انها فن تجريدى
والسلام ..ولكن منذ معرضه الاول بالقاهرة منتصف الثمانينات من القرن الماضى جاء
محملا بشىء جديد تماما عن رؤيتنا البصرية
تجاه الاعمال الفنية ، كنا نألف التأثيرية والانطباعية والواقعية حتى الرمزية
ونصاحبهما قانعينلتلك اللوحات التشكيلية التى تصنف ما بين البرتريه والمنظر
الطبيعى وتجارب الفنانيين التشكيليين الكلاسيكيين اصحاب المواهب والتجارب الفنية
التى تتلمذنا عليها ايام أن كنا طلبةفى كليات الفنون الثلاث وكنا ندرس ونطبق ونسمع ونقرأعن المدرسة التجريدية
ونرى اعمال روادها امثال كاندينسكى وموندريان ، كازمير ماليفتش ..بابلو بيكاسو
..الكساندر كالدر وغيرهم من المهتميين بالاشكال والاحجام والالوان فقط ولا تكون
هناك اهمية للموضوع المرسوم ..وفى اطار هذا الوصف العام اتجاهات متبلورة لمذاهب
تجريدية مختلفة وتصنيفها كالحركية عند كالدر والطبيعية مع بيكاسو والهندسية
لموندريان باستعمال الشكل الهندسى كالمربع والمستطيل والدائرة والمثلث والتجريدية
التعبيرية مع كاندينسكى وهى مزج الالوان وتداخلها دون الحاجة الى اظهار شكل معن
كارمى الالوان على اللوحة فى سيولة وتلطيخها كما تزعم مدرسة كازمير ماليفتش
التجريدية ..وخداع البصر عند فازاريلى والابجدية لمارك توبى ....واستعراضنا
للمدارس الفنيةلايعنى التفاصيل ولكن للايضاح عند قراءة لوحات فاروق حسنى ..وفى
العموم المدارس الفنية قد تكون متداخلة فى لوحة واحدة واحيانا يصعب تصنيفها لاتجاه
واحد والدليل اننا نجد اتجاه تجريدى تكعبيى او تجريدى تعبيرى ميتافيزيقى وبخاصة فى
تلك الفترة نجد امتزاج لعدة مدارس فى لوحة واحدة .
لان فى الماضى وهو ليس ببعيد كان هناك اتجاه قوى لانتاج
وتوليد اتجاهات فنية تحمل فكر معين اما حاليا من النادر ان نجد اتجاه خاص بل
غالبيتها اعادة ابتكار لاتجاه سابق والغالبية هى تداخل هذه المدارس فى بعضها البعض
كالوحشية والتجريدية ..التكعيبية ..التعبيرية والسيرالية الخ .
واذا اعتبر له اصل ثابت سنجد (حسنى) يخرج لنا من رحم كل
هؤلاء ويستمر فى تحدى بالغ متخطيا كل الحواجز التشكيلية ....لايهتم بمن يدرك
المعنى ومن لايدرك وطالما انه يوجد متلقى يعى مايبرزه فى لوحتة لايهتم بمن
(يعوى)وفى معرض من معارضه منتصف الثما
نينات و كان مكتظا بالمتلقيين فى ابهار لدرجة ان المعنى الذى ادركته ببساطة هو
(الجدع اللى يحصلنى )فكان معرضه فى هذا التوقيت بيع عن آخره وانتابتنا الحيرة والدهشة من ( عدمية الاشكال
الطبيعية ) كامتلقيين بسطاء لم نصدق مانراه من ابداع لونى محمل بتقنية لها حلول
عديدة لكل تكوين نراه ..واختلفت طوائف الفنانيين والتشكيليين كاعادة وكأنها (غيرة
) ...كيف لتلك الشخبطات واللطشات اللونية الماجنة تستحوز على فكر الاجانب وينبهروا
لما يروه من فنان مصرى يعشق تراب ارضه بألوانها وظلالهاو تكويناتها الى حد التحليق
معه مشاركين افكاره الغربية التى بدأها فى الاسكندرية قبيل سفره الطويل اوائل
السبعينات فى لوحة عرضها ضمن اعماله الاخيرة وهى تمثل مرحلة تتماثل خطواتها الاولى
بعد اجتيازه مرحلة الطبيعية والتشخيصية واجتيازه مرحلة الرسم الطبيعى الذى اعتاده
العامه على انه الفن الحقيقى فما كان منه ان حوله الى خطوط وألوان ومساحات تكوينية
مستخدمارموزه المربع والمثلث والدائرة والمستطيل وان وان كانت لم تتبلور تجربته
بعد فى محاولة منه لاعادة صياغة تشكيلية خاصة به فجاء عمله الاول منغمسا فى تجريب
واستكشاف وجس نبض طبيعة الاشياء من حوله ومحاولة بحث لاهث عن معنى قريب يؤهله لطرح
مخزونهالفكرى الذى يسيطر عليه فى تباين واضح المعالم وهو يخطو خطواته الاولى نحو
عالم جديد مملؤ باثراء الفكرى من حيث التكوين اللامنطقى فى اتجاهه فلم يشطح
فى الوانه الساخنة وكأنه يخشى ثورة او تمرد هو فى غنى عنهما وهو فى بدايته وفضل ان بحبو خطوة ..خطوة
وكأنه يتحسس بفرشاته خطوط ألوانه الداكنة الهادئة
البعيدة عن الصراخ اللونى المتمرس فى لوحات التجريديين الذين سبقوه فى
تجاربهم الفنية ..وكانت اللوحة تتلمس ايقاعها
الذى لم يتضح معالمه ويقتنع برموز يستخدمها فى اعماله وفضل ان تكون رموز بدايات
تجريدية وهى الدائرة والتى توحى بالانغلاق والعمق فى المساحات اللونية التى تبحث
عن دور لها من خلال استقطاب خطوط بعرض اللوحة واشكال بطول اللوحة وكأنها حركة نشطة
دائبة البحث والتجول عن منشطات حركية تسعى لتكوين عناصر تحريك كمثلث ومربع ودائرة
وخط افقى متداخل فى فضاء فسيح مترنم الايقاع تبحث عن ميلاد لايعرف نوعه او عالم لم
يتضح معالمه بعد .
واذا طالعنا آخر لوحات الفنان فاروق حسنى التى تم عرضها
ستجد العلاقة بين اول اعماله وآخرها هو هذا الخط الدائم البحث عن صيغة تناغمية
متصلة بين اول لوحة رسمها واخر لوحة اتمها فهو هنا بعد رحلة بحثه العملية فى
الحياة ودور انها استوعب الكثير من
التجارب والغوص فى ايقاعات متصلة اشبعته تجارب وتعملق فى ضبط ايقاع لونياته وكأنها
حصان جامح يروضه كما يشاء على لوحاته التشكيلية فأصبح اللون هو الذى يعنيه الفنان
وليس العكس ...اصبح اللون يخشاه لايستطيع الانطلاق من فرشاته الاذا اذن له
بالتعبير عما يريده هو وليس مجرد ان يضع لون عكسلون او لون يتوافق مع لون يعطى
المعنى - لا – لقد وصل فاروق حسنى الى
درجة التحكم فى ماهية الالوان وكأنها عرائس مارونت يلاعبها كما يشاء فى ايقاع
يختاره فيكون المعنى الذى يقصده .وفى تمحور رموزه الخاصة بأ سلوبه التجريدى الذى
جاء متصلا بمن سبقوه الذين اسلفنا ذكرهم ومدارسهم نراه قد تقدم ايقاعه سريعا
وسبقهم لالانه الافضل ولكن احداثيات العصر الذى يعايشه الفنان ونحن ايضا ايقاعه
افضل لاستفزاز قريحة اى مبدع فى اى مجال ..فجاء حسنى فى هذه المرحلة الافضل واصبح
رائدا لمدرسته التجريدية الحديثة التى اصبحت تهتم بالهموم والمشاكل وابرازها فى
اللوحات التى كادت تعكس معاناته مابين عمله الادارى كوزير للثقافة بمشاكلها الادارية
ونحن فى غنى عن ذكرها هنا لنهمم بها نحن
ايضا ، يكفيه انه حملها عنا جميعا ومن فرط اعبائها افرزها فى الوانه وخطوطه
السوداء المتعدده من لوحه لاخرى فى سياق متصل متقطع احيانا لدرجة انه اجبر مساحاته
اللونية باستضافته فى كل لوحهةوكأن اللون هو الذى يسعى لتحديد مصير كل تكوين
لابراز المعنى الغوص معه الى قلب المعنى ..هكذا ترجم همومه ومشاكله الادارية التى
مر بها رغم تفائلية الابيض المتراكم وكأنه ضبابى يبحثعن مخرج مضيىء ولكنه دائما
مشبوب بألوان متراكمه فوق بعضها وكأنها تدارى احاسيس الهنات التى يخلو فيها الى
عمق ذاتيته من خلال اللون المنساب فى رومانسية وكأنه يتصبب عرقا اثر مجهود ما..ولم
تكن اشارته فى مثلثه التقنى الذى يكون دائما منتصرا فى خيلاء وخطوط الاسهم التى
تنطلق من حين لحين وكأنها نيازك فضائية تمر كالسهم انراه الااذاابصرنا اليها بدقة
وشخوصه اللاشخوص التى تفيد المعنى ولاتفيد المضمون الابعد لحظات من التأمل وهو
ميقصده الفنان ..وتأتى لوحات التحول و التلاحم اللونى وكأنه عناق حميمى التكوين
والمعنى القابع فى توافقية اللون وتباينه ..وتلاقى الاضداد عن طريق الوسيط اللو نى
فى كل لوحاته وكأنها وحدة موضوع متكامل له بداية وله نهاية فى ترابط متوازن رغم
تشعبه فى لغة حوار لستباطالقيمة الجمالية لكل عمل فنى.....
نقد وتحليل:مختار البيطار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق