الأربعاء، 11 يناير 2012

فى قاعة بيكاسو بالزمالك

 
فى معرض سمير فؤاد..
عيون  أم الشهيد ...فى وداعهم من ارض الوطن الى الجنة.
 (مصرسكنت فى القصيدة ومش عايزة تسبها  ) سطر من سطور الشاعر أمين حداد لقصائده المصاحبة لمعرض الفنان التشكيلى سمير فؤاد وعنوانه ( من الوطن  ..للجنة ) والمقا م حاليا فى قاعة بيكاسو 30ش حسن عا صم – الزمالك من الفترة 11\ 1\ 2012 الى 2\2\ 2012   واذا كان الفنان يقوم برصد أحداث الثورة وهى فى مخاضها المتعثرالذى تستشف منه زفرات وآ هات كأنها تأتى من عمق المجتمع المصرى المتمثل فى جدرانه الخشبية القديمة وتتوالد منها الوجوه المصرية التى وقفت فى ميدان التحرير لتهتف ضد النظام السابق ليتلقفها قناصين انتزعت من قلوبهم الرحمه واطلقت عليهم الرصاص ليستشهدوا من اجل استمرار الثورة بشبابها ورجالها ونسائها التى تتمثل فى وجه المرأة المصرية ذو العيون الواسعة التى تسع كل شىء (وننى ) عينيها ناصع البياض وكأنه يقول ( والله حرام ..هذه العيون يقنصها قناص) ويتوغل الفنان فى البحث عن هوية لهذا الشعب الذى استيقظ بعد نوم عميق استيقظ من اجل عيشه كريمة ...فتتعقب شخصياته من فتاة جميلة لرجل شرطى شريف ليس له ذنب فى اقتراف الاخرين لجرائمهم التى بسببها فقدوا شباب لاأعينهم ..ولصور الشهداء وهى تظهر من خلال علم مصر و كأنها شخوص تتوسل بأخذ الثأر وأ خذ حقهم قبل ان يضيع وكأنها تقول حافظوا على الثورة نحن فدائها ولايفوته ان يضع صورة ( خالد سعيد) فى قلب العلم ليذكر انه مفجر الثورة فجائت شخصياته المصرية القديمة وكأنه يرصد سلسل للشخصية المصرية الى ان قامت بالثورة منذ قدماء المصريين وهذا الوجه ( النحتى )المرسوم على اللوحه وكأنه يمثل الصمود رغم غبار الوجوه والالوان الباهتة الذى يقصدها الفنان ليعبر عن جو المعارك التى قامت بها قوات الشرطة الغاشمة التى كانت تقوم بتنفيذ اوامر نظام سلطوى يتمثل فى قنابل الدخان  المسيلة للدموع ويظهر هذا فى استخدامه للسكينة ليزيد المعنى وتزيد معها معناة المتلقى ليتحسس صفاء الصورة التى يشاهدها فى اللوحة ولكن لايجد هذا الصفاء اللونى لعدمية صفاء الاجواء من الاصل فا لجو مفعم بالدخان الكثيف الذى اعتلى كل الوجوه حتى اسد كوبرى قصر النيل لم ينجى من الدخان ورغم هذا لم تكف الافواه عن الهتاف بأعلى صوت يهز القلوب وينتزعها فى ميدان التحرير ( الشعب ..يريد اسقاط النظام )فى لوحة من اصدق لوحاته ..ويهدأ الفنان لنريح اعيننا واعصابنا فى رؤية ام الشهيد بثوبها الاسود وهى حزينة وتنظر لمجهول لاتعرف مداه ..وكأنها تستجدى وتتوسل فى نظراتها لفقدان الشهداء وهم ينظرون فى اكثرالمشاهد تأثرا وهى لوحة الشهيد بنظراته الى المتلقى وكأنه يستحلفه بأنه لا يترك الثورة تضيع ..ورغم هذا يذكرنا الفنان بالامل دائما بأن مصر ستنهض ويعمها السلام والاستقرار بتجليه واستحضار تمثال نهضة مصر لمحمود مختار وهو ينظر شامخا تجاه الشرق والسلام المتمثل فى الحمام الابيض مرفرفا فى السماء الزرقاء ولوحه العلم المصرى التى فى سدر قاعة العرض ليقول لنا فيها الاستقرار ونحن تحت راية علم مصر ....كل هذه اللوحات يتم عرضها فى تناغم مع لوحات مكتوبه على قصائد شعر للشاعر امين حداد بجانب لوحات سمير فؤاد وكأنها موسيقى تصويرية يسمعها المتلقى وهو يشاهد لوحاته التعبيرية وكأنها ايقاع لهذه اللوحات وتتوحد كلمات الشاعر مع ألوان الفنان فى وحدة موضوع متكامل يعيش  فى سيمفونية متكاملة تغوص معها فى استمتاع لايكون لحظى لمجرد رؤيتنا للوحات وقرأتنا للكلمات وخروجنا من قاعة العرض وننساها ..ابدا انها تعيش معنا نتذكرها لاننا مازلنا نعيش الثورة ونعيش همومها التى اوصانا عليها الفنان والشاعر أن لاننساها بتفويض مسبق من الشهداء وونظرات النساء منذ قدماء المصريين الى نساء ميدان التحرير ..وليقول فيها الشاعر امين حداد مشاركا  كاقاسم مشترك فى هارمونية تنعش المتلقى فى احدى القصائد المعروضة بجانب لوحا ت الفنان سمير فؤاد يقول فيها ...
وعلمت من مصادر ان مومياء فى المتحف المصرى
تنفست بصوت مسموع وتحركت ذراعها .
وان تكبيرات العيد كانت تسمع طوال الليل
فى صحراء تطل على بحر فى مكان بعيد
وان الشجر انضم للمظاهرات
وأن دماء تجرى فى الشوارع
وان القمر نزل الى الارض
وان النور سكن فى عيون المصريين
والايقاع سكن فى قلوبهم
وفى حناجرهم سكن الهدير
وان الاساطير..حقيقة ..فى ميدان التحرير
وفى لوحة اخرى متوحدة فى لوحاته ليقول فيها الشاعر.....
مصر سكنت فى القصيدة
ومش عايزة تسيبها
نصيبى ونصيبها
مصر اللى عمرى ماحسّيت انى حاكتبها
كتبت نفسها فى  كتاباتى
يعنى لماّ اتكلم عن أمى وأخواتى
مصر تلبس ايشارب أخضر
وتقعد معانا فى الشمس
اتكلمّ عن خالتى فتحية
مصر تعمل سلطة خضرا
بملح خشن وجرجير
اطلب لقمة عيش
تروح تجيب من المشنّة تحت السرير .

مختار البيطار


















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق