الثلاثاء، 10 يناير 2012

فى اتيليه القاهرة


تمرد ..على .. الطبيعة ...( بونتى ) ..فى ثلاث معارض فى اتيليه القاهرة        
    اذا كان الفن التشكيلى نوع من التجريب ..فيمكن القول انه فى حالة تجريب دائم ..اى قائم على التجارب التشكيلية ..فالافكار الابداعية فى محاولة لخلق عنصر جديد يوازى عناصر الطبيعة ليس من اجل استنساخ عناصر جديدة او ابداع معادل يقاوم طبيعة الكون ..بالطبع هذا لايجوز مهما حاول المبدعون فى كل مجالات الفن والابداع . وهنا فى معارض الاسبوع التشكيلية والمقامة حاليا فى الفترة من 8 الى 20 يناير بأتيليه القاهرة كأنه توارد خواطر بين الفنانيين العارضين تصب فى ( ما عوون) ابداعى واحد على الاقل من حيث اسلوب التناول للاعمال الفنية . ففى معرض الفنان مصطفى سليم واختار عنوان لمعرضه من ناحية المنطق اللغوى غير جائز ولكن من ناحية المنطق الابداعى يجوز لغرابة العنوان وهو ( حيواذات ) .فاذا كانت الكلمة كلمتين وهى كلمة حيوان وكلمة ذات ..فهو قم بحذف النون اختصارا للمعنى الذى يقصده من خلال لوحاته الزيتية التى يصور فيها وجوه لحيوانات مفترسة وحيوانات أليفة لها نفع للانسان واخرى تهلكه وتفترسه والذى عبر عنها فى شق الكلمة الثانى وهى (الذات).. التى تتعامل مع نوعية الحيوان الذى رسمه فهو يستعرض بورتريهات لوجوه حيوانات مثل الثعلب والجاموسة والفيل والصقر ( احمد حسن) وغير ذلك من دلالات يقصدها فى ألوان متباينة ساخنة وباردة وكأنهامتسرعة فى انبثاقها على اللوحة وكأنها تسبق فرشاته اليها لتعبر عن معنى مفقود .. وه ذات الانييسان وكأنه يبحث عنها من خلال وجوه حيواناته اقصد (حيواذاته ) ..ويكمل ذاته فى حشراته السامة كالعقرب واشياء اخرى مقززة تنفر العين منه والنظر اليها طويلا وكأنه يقصدها لتعبر عن زهق حياتيا لايتصوره انسان وكأنه يقول ليس بحجم الحيوانات المفترسة وغيرها لتبيد الانسان ولكن يمكن لاصغر حشرة سامة هى التى تغنى النفس او الذات التى يبحث عنها فهو دائم البحث والصراع مع الذات للوصول الى ُمعادل يحكى عن انتهاء اى اضطراب نفسى من خلال استعماله ألوان الزيت والمائية وضربات الفرشاه المضطربة التى تتوغل على اللوحه لتكتسب المشورة اللونية التى تلقى به الى صفوف الباحثين عن صياغة تشكيلية جديدة لتضعه فى الصفوف المتقدمة بعض الشىْ.... ولايختلف الامر كثيرا عند الفنانة سامية فوزى بجدارياتها المتقنة الصنع والصياغة ..من ألوان الباستيل والزيت فى حرفية عالية يفوح منها رائحة خياميات الزمن الماضى فى استحضار لاشكال عصرية حديثة يمكن استخدامها كمعادل لابداع الخيامية او المعلقات الجدارية التى تستخدم فى توظيف اى شىْ لادراجمعنى بعيد عن التشخيصية فهى اشكال تجريدية تحوى صراعات بين الخير والشر فى نفحات ايمانية ذات ايقاع متدفق فى هارمونية مدروسة بعناية نسمع لها نغمات موسيقية وكأنها تعزف لغناء تواشيح صوفية تشجى اذاننا لتذكرنا بطبيعتنا الدينية فى اى زمان . واستخدام الالوان الدافئة والباردة ويتخللها الونها المحايد والثانوية فى صراع متنوع وايقاع يتسم بالهدوء والرزانة مما يدل على سيطرة الفنانة على ادواتها بثقة المبدعيين لحل لغزالانسان الحائروالدائم مع نفسه وفضلت بحثها الانثوى ان تبتعد عن اى صراعات لاتجاهها التجريدى البحت ...وايضا ينم عن ثقتها فى نفسها بما تبحث عنه وهو ايجاد حلول لثورة تشكيلية تغنينا عن العشوائية فى تناول حلول تشكيلية وكأنها تقول ان المبدع التشكيلى هو الدائم فى تطويع موهبته فى اتجاهها الصحيح وليست العشوائية العبثية التى لاترى منها غير الاضطراب النفسى الغير مبرر ولايفهم منه شىْ غير احداث ثورة همجية وليست ثورة منظمة تدعو الى الاستقرار النفسى ..
وتواصل منظومة البحث عن معادل تقنى لصياغة الواقع من جديد عند مها جورج ميخائيل استاذ مساعدبقسم التصوير بكلية التربية الفنية ..التى تأخذنا العالم جاذبية سرى فى الانطباعية والواقعية الراقية التى تموج بفحواها كمنظومة ابداعية متكاملة فى لوحات زيتية بمقاسات معينة فى موضوعات من الواقع الذى نعيش فيه وهى لاتنفصل عن واقعها العقائدى فى تصويره .. فعندما تشاهد لوحاتها بدون ان تعرف اسمها تشعر ان واقعها العقائدى والدينى لاينفصلان عنها وتعرف انها تعبر عن كينوناته القبطية التى لاتتعارض مع الكينونة العامة لان تعايشها فى البيئة الواقعية فاترى المسلمة والمسيحية جنباالى جنب وافراحها بالثورة المصرية بالوانه الهادئه والصارخة وكأنها تتموج فى همسات لونية فى شكل الوجوه الصامتة التى تتكلم صمتا وليس همسا ونراها ونسمعها بالوانها الساخنة فى حكايات ذو شجون كأنها تعبر عن واقع مبهج .. كل هؤلاء مصطفى سليم ..سامية فوزى ..مها ميخائيل يعرضون اعمالهم فى اتيليه القاهرة من الفتر 8يناير الى 20 يناير 2012.....
مختار البيطار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق