معرض خالد
حافظ لسه الأغانى ممكنه..

واذا كان قد بدأ الفنان بالصعب والدخول فى عمق مشاكل مجتمع
يعانى من شبه هيمنات خارجية تحاول السيطرة على مقدراته الحياتية التى يعيش عليها
مستعينا بتراثه القديم ومعتقداته الدينية المتمثلة فى العجل الفرعونى الذى يسير من
أول اللوحة الى عمق اللوحه الساخنة فى سياقها اللونى ليحاول فك رموزها وخطوطها
التى هى ايضا خيوطها الطولية التى تتدلى من اعلى اللوحه فى شبه انتظامية وكأنها
تتساقط كالمطر الشديد وتراه رؤية العين المجردة وتتخيلها بالالوان الساخنة والباردة
والمحايدة والمساعدة وكأنها ألوان الطيف الذى انعكست بدورها عى العجل الدائم
التريض من اقصى اللوحه لأدناها مستعرضا تفاصيله اللونية وتلاشىء الخطوط المتدلية
التى نرى من خلالها مابداخلها من مربعات لونية فى شكل بلاطات تحمل معانى طمس
الهوية فى شكل المثمن الاسلامى الذى داخله وخارجه قصاصات ورقية مكتوب عليها
بالانجليزية فى حالة دمج حضارة الغرب بحضارة الشرق او الحضارة الاسلامية ولكن تظل
مصر لاتبالى بما يحيط بها من طمس هويتها الدائمة التميز عن مثيلاتها فى بلاد اخرى
كثيرة فى رمزية النسر فى أعلى لوحه من اللوحات .
وانت حينما تتأمل لوحات الفنان خالد حافظ تجد مساحات
طولية ضيقة يصعب الرؤية لترى مايدور خلف هذه الخطوط ..ولايخطر فى بالك أن مابداخل
تلك الخطوط تكمن أعظم حضارة فى الشرق وتكمن افرازات لحضارات سابقة فى اشكال متوازية
وألوان تجعل المتلقى فى حالة تأملية واستفهامية لما يراه ماذا تعنى هذه الخطوط
الطويلة فى اللوحات الكبيرة ؟
تحاول ان تجد مايترائى مع ذاتك ...تحاول ان تجد مايبشرك
بأمل عن حل ..عن بصيص ..أى ان كان هذا البصيص ..ففى لوحة الحيوان مجهول المعالم فى
لوحة نارية الطابع ساخنة فى الوانها كأنه مفترس يسير فى حالة بحث عن فريسة او هو
حيوان مستأنس فى حالة بحث عن أليف ..يشاركه أولفه تبادلية او وجدانية لخلق حالة
سلام بعيدا عن مشاكل هو فى غنى عنها..ولكن هناك حالة متوهجة دائما وواقع ملتهب يصعب
فيه اقامة سلام وهدوء على الاقل نسبى ..من خلاله.
ويزيد الفنان اصرارا على غموض واقعه الذى يعيش فيه ويجبرك على حالة التأمل البصرى
للاشياء لتجبرك ايضا على التفكير و(تشغيل الدماغ) للوصول الى تعادلية فى جميع
الحالات وهنا فقط تشعر بالامان لتجد اطلالة أم كلثوم من بين تراكم الخطوط الكثيفة
وتغنى اعطنى حريتى اطلق يديا ..وكأنها آتية من زمن أصبح غريبا علينا فكان كل شىء
فيه توازى ونماء من بين الزهورالتى فوق خطوطها وكأنها تربة لزراعتها وأم كلثوم
تشدو كل أغانيها وهى تخرج الى عام مملوء بالحرية وكأنها تسترجع أغانى ..رق
الحبيب..ذكريات عبرت افق خيالى ..ويااللى كان يشجيك انينى ..الى .رائعتها رق
الحبيب وأنت عمرى.. الأطلال الى رائعتها الوطنية ايضا وهى اغنية ..وقف الخلق ينظرون
كيف ابنى قواعد المجد وحدى .....وأم كلثوم الوحيدة التى كانت قادرة على توحيد
الأمة من خلال اغنياتها وحفلاتها الشهرية ..وعبر عنها الفنان فى لوحاته من خلال اللون
واختفاء خطوطه التى أحدثت المشاكل طوال رؤيتنا لمعرضه الرائع المليئى بالمتناقضات
التى تثير الجدل فى رموزه التى استدعاها من زمن لتحدثنا فى أشكاله الايجازية بدون
تفاصيل تشخيصية فى محاولة لخلق تجريد سلس التناول بعيدا عن الرمزية الجدلية التى
لايستطيع أن يستوعبها المتلقى فى سهولة ويسر ..والفنان هنا استطاع ان يفك
طلاسم خيوطه الغير مجدوله بظهور سيدة الغناء العربى على سطح الحياة لتقول لنا فى
تعبيرية واقعية التوحد هو السبيل للوصول الى غاية كل شىء ويتضح هذا من خلال توزيع
الألوان بعناية يحسد عليها الفنان لانه قام بتوظيفها بشكل مدروس خالى من العشوائية
والتلقائية لمجرد وضع بطّشه لون سائلة
ويتركها تسيل فى شكل خطوط فوق مساحات لونية تفيد المعنى الذى يريد ابرازه فى
هارمونية وايقاع تدفقى مائل للتأمل الدائم فى حاله اربكت المتلقى عند فك طلاسم
ورموز لوحاته فى تأنى....
مختار البيطار


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق