الأحد، 8 يناير 2012

تجليات معارض وسط البلد التشكيلية



نغمية الابيض والاسود فى الالوان الطبيعية
في معرض قاعود
وزمن سحيق عند اسحاق المصري
واستغاثات مكتومة لابراهيم الحداد
رغم تفاؤلية باقات الزهور لسعاد بيومي


الفن الذى يبحث عن وصف حلم واعى او يقظة حالمة ..دائما ما يكون هناك فيه سريجذب الفنان لتفسيره ..لصالح المتلقى الذى يرى محاولات الفنان وهو يعانى لابداع عالم خاص به ..يرى ماهو نافع له – اعنى المتلقى – والملاحظ لاعمال الفنان جورج مصرى
 اسحاق والذى يعرض لوحاته فى قاعة كريم فرنسيس بوسط البلد انه يغوص بنا داخل لوحاته مستعينا ( بسكينتة المعجونية ) التى هى اهم ادواته فى كل لوحاته .. الملئانة بالوان متراكمة بعضها فوق بعض وكأنها فى حالة بحث جيلوجى يكشف عن سر طبقات الزمن السحيق الذى يستمد منه اسرار لوحاته المنبعثة منها عبق اسطورى يلف حولك لاتصدق بعث من جديد وتتذكر (لتّوك ) انك امام عمل ملحمى يحكى فى ذاتية مفرطة .. اسرارمن ازمان قديمة جدا قد يشوبها اكوام من الغبارالمنسوج فى ضبابية لاترى منها مايريده الفنان ان تراه لتفسيره باحساسك المنصاع ..الى عالم مجهول الهوية بالنسبة لحقبتنا الزمنية الحديثة وتأتى لوحاته الخشنه المنحوته بالالوان على القماش وكأنك تعيش حلم  لاتعرف تفسيره الا من خلال اهتمامات تاريخية وفنية قديمة ..تعيدك لفنون بصرية حديثة .ولا ينسى ( المصرى ) ان يزيد احساس المتلقى عندما يرى اعماله ان يشعره بشاعرية فى التناول رغم ( غلظة ) اللون المتراكم وكأنه  
جاء من زمن سحيق ..فهو من خلال طبقاته اللونية السميكة يبحث فى اغوار النفس للتأمل فى الواقع وكأنه يندهش لتفسيراتها التى لايصدقها وكائنا اسطورة من الاساطير القديمة .
والمعرض الثانى للفنان ابراهيم الحداد فى قاعة مشرابية حيث يعيش الفنان بين 42 عمل فنى يبحث عن خيال لايختلف كثيرا عن واقع من الاحلام وكأنها التيمة المفضلة  الان فى قاعات العرض هى الهروب الى الحلم الكل يرفض الواقع فهو مبهم فى خطوطه وشخوصه وكأنه يتحدى الهاماته على لوحاته المضطربه فى الوانها وهى خليط بين الحبرالاسود والالوان المائية والجواشوالقلم الرصاص والزيت وهو فى حاله حائرة بين عناصره ليبحث لذاته عن مخرج بشكل يراه المتلقى فى هارمونية متزنة فى الوانها اللاهثة ولكنها تعبر عن مقصده النبيل ..فى حركة  اعتراضية على  واقعه الحائر ...وفى ثقة متباينة يرى انه الاجدرفى التعبير بحرية وفى جرئه فى تفصيله لملهمته وهى تغتسل وتلتقى بالماء كأنها قطرات لانعاش جسدها العارى فى اقتناع تام بحقيقة واقع مؤكد بعيدعن الخيال ..ويكون الفنان فى افضل حالاته عندما يرسمها باللون الاسود ( لتظهرها كاملة الاوصاف )وهو ايضا يكون فى افضل حالاته عندما يعالج معظم لوحاته بخلط كل الوانه وتناغمها لتزيد من قوة اللون الاسود عنده وهو منطلق للتعبير من غير حدود ..ولا يستعمله لتحديد شخوصه ..كما هى الالوان فى التناول التشكيلى ولكنه عنصر هام فى حياته ويكسر سواده باللون الابيض الضبابى وكأنه يحاول ألغاء الاسود لتحديد عناصره لتبقى على طبيعتها وكأنها تتجاوز وتتعالى اصواتها فى أستغاثات مكتومه ولا تكشف احساسها بمراره واقع أليم فى زمن رديء .
الفنان التشكيلي اسامة قاعود
اما المعرض الثالث والرابع فكان فى (اتيليه القاهرة )حيث يعرض الفنان اسامه قاعود ليبحث عن حلم ايضا ليراوغ بين واقع يعيش فيه بالابيض والاسود مع عالمه الذى يصنعه ويحددفيه عناصره التى تتعايش فى توافق اشبه بالاساطير القادمةمن زمن   المستحيل فى اشكال فنتازيه ولكنها متواجدة فى زمنا الحالى مثل النخلة والسمكة والجمل والحصان  والطائر والمرأة التىابدع فى تكوينا تهاالانسانية التى توحى بجمال الخط كأنه ينساب فى تقّطر ندى لتفصيلات جسدها كأنه كيان    يبحث عن بقائه فى زمن اى زمن ولكنه باقى .عناصر اللوحات تواسيها طاره تؤنسها طارة اخرى حتى النخيل يتهافت عليها فى لوعة مثلا للجمل والسمكة والحصان وجميعهم يصرخون فى لون واحد انها الحقيقة الباقية على اللوحه وكان الكل فى واحد يعيش الحلم ولا ننسى تدرجاته بالابيض والاسود وكأنها بالالوان الطبيعية تشعر وانت ترى تدرج الابيض على الاسود وكأنه الوان موسيقية فتذهب بعيدا معه حيث تصل الى ما يريد هو لتفسرمعنى خطوطه المتأنية الواثقة فى حوارها بين عناصره فى نغمية الابيض والاسود فى الالوان الطبيعية . وجاء المعرضالرابع مسك الختام لهذه الجولة التشكيلية للفنانة سعاد بيومى التى لاتدرى ماذا يحدث فى عالم الصراعات فخلقت علم خاص بها وانتقت باقة زهور لتصنع باقات ورد يفوح منها عطر لكل وردة على حده فى موسيقية تشعر بها وانت تشاهد معرضها القابع فى اتيلية القاهرة لكى تؤكد معنى تنسيقهالزهورها ..وجائت خلفياتها لترددمعانى الورود المستسلمة والمستأنسة الضعيفة جسديا ذو الرائحة النفاذة فى معانيها التى تعبر عن سلام وهدوء نسبى يحاط به عالم يصارع كل شىء من اجل اى شىء ..فهى اختارت الطريق السهل الممتع لجل ان تعلن رفضها لهذا الواقع المؤلم الذى يسوده كل شىء الان.. 
مختار البيطار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق