نغمية الابيض والاسود فى الالوان الطبيعية
في معرض قاعود
وزمن سحيق عند اسحاق المصري
واستغاثات مكتومة لابراهيم الحداد
رغم تفاؤلية باقات الزهور لسعاد بيومي
اسحاق والذى يعرض لوحاته فى
قاعة كريم فرنسيس بوسط البلد انه يغوص بنا داخل لوحاته مستعينا ( بسكينتة
المعجونية ) التى هى اهم ادواته فى كل لوحاته .. الملئانة بالوان متراكمة
بعضها فوق بعض وكأنها فى حالة بحث جيلوجى يكشف عن سر طبقات الزمن السحيق الذى
يستمد منه اسرار لوحاته المنبعثة منها عبق اسطورى يلف حولك لاتصدق بعث من جديد
وتتذكر (لتّوك ) انك امام عمل ملحمى يحكى فى ذاتية مفرطة .. اسرارمن ازمان قديمة
جدا قد يشوبها اكوام من الغبارالمنسوج فى ضبابية لاترى منها مايريده الفنان ان
تراه لتفسيره باحساسك المنصاع ..الى عالم مجهول الهوية بالنسبة لحقبتنا الزمنية
الحديثة وتأتى لوحاته الخشنه المنحوته بالالوان على القماش وكأنك تعيش حلم لاتعرف تفسيره الا من خلال اهتمامات تاريخية
وفنية قديمة ..تعيدك لفنون بصرية حديثة .ولا ينسى ( المصرى ) ان يزيد احساس المتلقى
عندما يرى اعماله ان يشعره بشاعرية فى التناول رغم ( غلظة ) اللون المتراكم وكأنه

والمعرض
الثانى للفنان ابراهيم الحداد فى قاعة مشرابية حيث يعيش الفنان بين 42 عمل فنى يبحث
عن خيال لايختلف كثيرا عن واقع من الاحلام وكأنها التيمة المفضلة الان فى قاعات العرض هى الهروب الى الحلم الكل
يرفض الواقع فهو مبهم فى خطوطه وشخوصه وكأنه يتحدى الهاماته على لوحاته المضطربه
فى الوانها وهى خليط بين الحبرالاسود والالوان المائية والجواشوالقلم الرصاص
والزيت وهو فى حاله حائرة بين عناصره ليبحث لذاته عن مخرج بشكل يراه المتلقى فى
هارمونية متزنة فى الوانها اللاهثة ولكنها تعبر عن مقصده النبيل ..فى حركة اعتراضية على
واقعه الحائر ...وفى ثقة متباينة يرى انه الاجدرفى التعبير بحرية وفى جرئه
فى تفصيله لملهمته وهى تغتسل وتلتقى بالماء كأنها قطرات لانعاش جسدها العارى فى
اقتناع تام بحقيقة واقع مؤكد بعيدعن الخيال ..ويكون الفنان فى افضل حالاته عندما
يرسمها باللون الاسود ( لتظهرها كاملة الاوصاف )وهو ايضا يكون فى افضل حالاته
عندما يعالج معظم لوحاته بخلط كل الوانه وتناغمها لتزيد من قوة اللون الاسود عنده
وهو منطلق للتعبير من غير حدود ..ولا يستعمله لتحديد شخوصه ..كما هى الالوان فى
التناول التشكيلى ولكنه عنصر هام فى حياته ويكسر سواده باللون الابيض الضبابى
وكأنه يحاول ألغاء الاسود لتحديد عناصره لتبقى على طبيعتها وكأنها تتجاوز وتتعالى
اصواتها فى أستغاثات مكتومه ولا تكشف احساسها بمراره واقع أليم فى زمن رديء .
الفنان التشكيلي اسامة قاعود |
مختار البيطار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق